لطالما كانت العلاقة بين حكومة إقليم كردستان شبه المستقلة والحكومة الفدرالية في بغداد محفوفة بالتوترات، والتي تشكلت من خلال عقود من النزاعات السياسية والإقليمية والمالية. وقد وصلت هذه الديناميات إلى ذروتها في الأشهر الأخيرة بسبب تأخير صرف الرواتب لأكثر من 1.2 مليون موظف في القطاع العام في حكومة إقليم كردستان، ما أثار احتجاجات واسعة النطاق وإضرابات عن الطعام وإغلاق مدارس.
تمثل الأزمة المستمرة أكثر من مجرد نزاع مالي مؤقت، زُعم في وقت سابق من هذا الشهر أنه تم حله لعام 2025 رغم بقاء أسئلة من دون إجابة حول إمكانية تنفيذه. إن الأزمة الحالية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي مظهر من مظاهر فشل نظام الحكم المتجذر في نظام التوزيع الإثني الطائفي غير الرسمي في العراق، والمعروف باسم المحاصصة الطائفية. إن المواجهة الحالية، التي تتسم بالخطاب الناري والاتهامات المتبادلة، تؤكد الانقسامات الراسخة بين مركزي السلطة...
يساعدنا التسجيل على توفير تغطية متميزة لأهم القضايا في المنطقة.