شكلت زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي (2020-2022) إلى إيران مفاجأة لكثير من الإيرانيين والعراقيين. فقد أثارت زيارة 21 فبراير/شباط الاستغراب بشكل خاص عندما استُقبل الكاظمي من قبل الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. ولعل سبب الدهشة في هذا السياق أنه نادرًا ما يتم استقبال رؤساء وزراء عراقيين على هذه المستويات الرفيعة في إيران بعد تركهم لمناصبهم.

وأثارت الرحلة رد فعل قوي من خصوم الكاظمي الشيعة في العراق. من هذا المنطلق، برزت أسئلة حول طبيعة مهمته في إيران، ولماذا تم استقباله على هذا المستوى الرفيع ولماذا جاءت ردود الفعل في بغداد شديدة لهذه الدرجة.

دور العراق الإقليمي

صحيح أن اتفاق 10 مارس/آذار الهادف لاستعادة العلاقات بين إيران والسعودية أبصر النور في الصين، غير أن بذور الحوار زُرعت في العراق. فقد استضافت بغداد خمس جولات من المحادثات بين وفود من الرياض وطهران خلال عامي 2021 و2022. وقد أصبحت هذه الجلسات ممكنة، جزئيًا بفضل العلاقات الشخصية الوثيقة للكاظمي مع...