14 أكتوبر 2021

أطول فترة احتجاز لمزدوج جنسية في إيران من نصيب إيراني-أميركي

إيران/مجتمع
الزبدة
التفصيل
الزبدة
التفصيل

الخبر: يصادف يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الذكرى السنوية السادسة لاعتقال رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي على يد الحرس الثوري الإيراني. واعتُقل نمازي للمرة الأولى عام 2015، في السنة نفسها التي شهدت التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، ليصبح اليوم صاحب أطول فترة احتجاز لمزدوج جنسية في إيران. واستُدرج والده المسن، باقر نمازي، في أوائل عام 2016 إلى البلاد لزيارة ابنه في السجن، لكنه لقي المصير نفسه وزُج به في السجن أيضًا. وحُكم على الأب والإبن بالسجن 10 سنوات في وقت لاحق من ذلك العام بتهمة غامضة تتمثل في "التعاون مع دولة معادية".

ولم تألُ عائلة نمازي جهدًا لحث السلطات الأميركية والإيرانية على إنهاء الكابوس. وقد أصبحت قضية العائلة ملحة أكثر بسبب تردي الوضع الصحي لوالد نمازي الذي تتطلب حالته رعاية متخصصة في الخارج، كما أن الشاب نمازي مؤهل للإفراج عنه بموجب القانون الإيراني.

الاعتقالات: قبل سجنه في إيران، كان سياماك نمازي، الذي حصّل تعليمه في الولايات المتحدة، رجل أعمال ورئيس التخطيط الاستراتيجي في شركة نفط الهلال. والده باقر نمازي هو ممثل سابق لليونيسف وعمل حاكمًا لمقاطعة خوزستان الإيرانية قبل الثورة الإسلامية عام 1979. واشتُهر الأب وابنه بأعمالهما الإنسانية.

  • في العامين الأولين من اعتقالهما، احتُجز آل نمازي في العنبر 2-أ بسجن إيفين، المعروف بإيواء السجناء السياسيين الذين يتعرضون للإيذاء الجسدي والنفسي. ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على هذا الجناح بالذات.
  • سُمح لباقر بمغادرة سجن إيفين لأسباب صحية عام 2018. وأُغلقت قضيته أخيرًا العام الماضي، وخُففت عقوبته إلى غرامة. ومع ذلك، لا يزال ممنوعًا من مغادرة البلاد، رغم حاجته إلى رعاية طبية عاجلة.
  • إن الأحكام الصادرة لا تزال غامضة. وصرّح محمود علي زادة طباطبائي، المحامي الذي عينته العائلة لآل نمازي في 8 أبريل/نيسان 2016، فقال:"أنا حقًا أجهل ما هي التهم، لكن سياماك تحدث خلال لقاء مع والدته عن اتهامه بالتعاون مع حكومة معادية". وأوضح كذلك أنه "بناءً على سؤال المجلس الأعلى للأمن القومي، لا نعتبر الحكومة الأميركية دولة معادية". وأضاف المحامي البارز أن هذا المجلس مسؤول بموجب القانون الإيراني عن تحديد ماهية "الدولة المعادية".

الضغط المستمر منذ سنوات: أثار وزير الخارجية الأميركية توني بلينكن في مناسبات متكررة قضية نمازي. وذكر في أبريل/نيسان أن "إيران اعتقلت سياماك نمازي لكونه مواطنًا أميركيًا. وعندما سافر والده باقر إلى إيران لإطلاق سراحه، سُجن بدوره، وهو ممنوع اليوم من المغادرة. يجب إطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين والمعتقلين من دون وجه حق ولم شملهم بأحبائهم". وأصدر بلينكن في 13 أكتوبر/تشرين الأول بيانًا أعلن فيه أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتأمين حرية سياماك وباقر في أسرع وقت ممكن، وكذلك حرية المواطنين الأميركيين الآخرين المحتجزين ظلمًا في إيران".

  • في 21 سبتمبر/أيلول 2017، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني للإفراج عن باقر، لا سيما أنه مسؤول مسن سابق في الأمم المتحدة.
  • في ظل إدارة دونالد ترامب، نفذت إيران والولايات المتحدة عمليتَي تبادل للأسرى. الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2019، عندما تبادل الجانبان العلماء المحتجزين، وأُطلق سراح أحد قدامى المحاربين في البحرية الأميركية في يونيو/حزيران 2020 مقابل عالم إيراني. لكن آل نمازي لم يكونوا ضمن الصفقة.
  • وفي ما يتعلق بمقايضة يونيو/حزيران 2020، قال الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران برايان هوك إنه يأمل في المزيد من عمليات التبادل، وقال:"نود أن نجري اجتماعًا شخصيًا يمهد لحوار قنصلي حتى نتمكن من التحرك بأسرع ما يمكن".
  • وفي 6 مايو/أيار 2020، شكر وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو سويسرا على جهودها الرامية لتسهيل عمليات التبادل. وقال بومبيو لمجموعة من المراسلين:"نعرب عن امتناننا أيضًا لسويسرا، القوة الحامية للولايات المتحدة في إيران لأربعة عقود حتى الآن، لجهودها من أجل... [السعي] للإفراج عن سياماك نمازي ومراد طهباز وإعادة جميع المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلمًا إلى بيوتهم".
  • وقالت مصادر مطلعة على الملف إن جون كيري، أثناء عمله كوزير للخارجية الأميركية، ضغط على نظيره الإيراني آنذاك وزير الخارجية محمد جواد ظريف لتسهيل الإفراج عن آل نمازي.

وبقي باباك نمازي المدافع الشرس عن سياماك وباقر على مر السنين، وهو لم يتوقف يومًا عن المطالبة بالإفراج عن والده المريض وشقيقه والسماح لهما بمغادرة إيران.

  • وفي مقابلة أجراها مع محطة سي أن أن في أبريل/نيسان، صرّح باباك أن "إيران تستخدم احتجاز الرهائن لكسب النفوذ الدولي"، مشددًا على أنه "من الضروري أن تتخذ إدارة بايدن تدابير جديدة وملموسة لمحاسبة إيران على هذه الهمجية التي تمارسها، سواء من جانب واحد أو مع شركائها العالميين". وحث باباك الحكومة الأميركية على "مواصلة بذل كل ما في وسعها لتأمين الإفراج عنهما ورفض تقديم أي تنازلات لإيران لا تشمل حرية عائلتي".

المستقبل: كما أورد موقع أمواج.ميديا سابقًا، تكهنت وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة في مايو/أيار بأنه سيتم الإفراج عن أربعة أميركيين إيرانيين محتجزين "بتهم أمنية" وبالتحديد سياماك وباقر نمازي، وعماد إدوارد شارغي، ومراد طهباز كجزء من مقايضة محتملة مع الولايات المتحدة.

  • ومع ذلك، تلاشى الزخم المحتمل لتبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 يونيو/حزيران.
  • وفي 23 سبتمبر/أيلول من هذا العام، طلب سياماك إفراجًا مشروطًا من سجن إيفين لمدة شهر في تسجيل صوتي وجهه إلى رئيس القضاة غلام حسين محسني إيجئي. وجاء في التسجيل:"من السهل التحدث عن ست سنوات في السجن، ولكن تجربة هذا الأمر تكسر الجسد والعقل وتدمر الوضع الأسري تمامًا وكذلك مستقبل المرء". وتم تجاهل طلبه حتى اليوم.

ومع استعداد إيران والولايات المتحدة لاستئناف المحادثات غير المباشرة الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 قريبًا في فيينا وبالنظر إلى الوضع الصحي المتدهور لباقر، من المحتمل أن يوضع ملف تبادل الأسرى من جديد على الطاولة.

وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية في 20 يونيو/حزيران، بعد يومين من انتخاب رئيس المحكمة العليا السابق والمحافظ إبراهيم رئيسي رئيسًا للبلاد. وإدراكًا لخلفية رئيسي في القضاء وحاجته إلى تحقيق نصر سياسي، فإن فرص آل نمازي في التمتع أخيرًا بالحرية مرة أخرى يمكن أن تتصدر قريبًا جدول أعمال الحكومتين الإيرانية والأميركية في حوارهما غير المباشر.

ولتحقيق ذلك، قد يكون من الحكمة فصل قضية تبادل الأسرى عن المحادثات النووية. في الواقع، من المؤكد أن المبادلة الناجحة ستبني الثقة بين الجانبين.

فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
يقوم فريقنا بكتابة مقالات أمواج. ميديا. ... سيرة كاملة
Englishإنجليزي
Englishإنجليزي
فارسیفارسي
فارسیفارسي