الخبر: يصادف يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الذكرى السنوية السادسة لاعتقال رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي على يد الحرس الثوري الإيراني. واعتُقل نمازي للمرة الأولى عام 2015، في السنة نفسها التي شهدت التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، ليصبح اليوم صاحب أطول فترة احتجاز لمزدوج جنسية في إيران. واستُدرج والده المسن، باقر نمازي، في أوائل عام 2016 إلى البلاد لزيارة ابنه في السجن، لكنه لقي المصير نفسه وزُج به في السجن أيضًا. وحُكم على الأب والإبن بالسجن 10 سنوات في وقت لاحق من ذلك العام بتهمة غامضة تتمثل في "التعاون مع دولة معادية".
ولم تألُ عائلة نمازي جهدًا لحث السلطات الأميركية والإيرانية على إنهاء الكابوس. وقد أصبحت قضية العائلة ملحة أكثر بسبب تردي الوضع الصحي لوالد نمازي الذي تتطلب حالته رعاية متخصصة في الخارج، كما أن الشاب نمازي مؤهل للإفراج عنه بموجب القانون الإيراني.
الاعتقالات: قبل سجنه في إيران، كان سياماك نمازي، الذي حصّل تعليمه في الولايات المتحدة، رجل أعمال ورئيس التخطيط الاستراتيجي في شركة نفط الهلال. والده باقر نمازي هو ممثل سابق لليونيسف وعمل حاكمًا لمقاطعة خوزستان الإيرانية قبل الثورة الإسلامية عام 1979. واشتُهر الأب وابنه بأعمالهما الإنسانية.
الضغط المستمر منذ سنوات: أثار وزير الخارجية الأميركية توني بلينكن في مناسبات متكررة قضية نمازي. وذكر في أبريل/نيسان أن "إيران اعتقلت سياماك نمازي لكونه مواطنًا أميركيًا. وعندما سافر والده باقر إلى إيران لإطلاق سراحه، سُجن بدوره، وهو ممنوع اليوم من المغادرة. يجب إطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين والمعتقلين من دون وجه حق ولم شملهم بأحبائهم". وأصدر بلينكن في 13 أكتوبر/تشرين الأول بيانًا أعلن فيه أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتأمين حرية سياماك وباقر في أسرع وقت ممكن، وكذلك حرية المواطنين الأميركيين الآخرين المحتجزين ظلمًا في إيران".
وبقي باباك نمازي المدافع الشرس عن سياماك وباقر على مر السنين، وهو لم يتوقف يومًا عن المطالبة بالإفراج عن والده المريض وشقيقه والسماح لهما بمغادرة إيران.
المستقبل: كما أورد موقع أمواج.ميديا سابقًا، تكهنت وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة في مايو/أيار بأنه سيتم الإفراج عن أربعة أميركيين إيرانيين محتجزين "بتهم أمنية" وبالتحديد سياماك وباقر نمازي، وعماد إدوارد شارغي، ومراد طهباز كجزء من مقايضة محتملة مع الولايات المتحدة.
ومع استعداد إيران والولايات المتحدة لاستئناف المحادثات غير المباشرة الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 قريبًا في فيينا وبالنظر إلى الوضع الصحي المتدهور لباقر، من المحتمل أن يوضع ملف تبادل الأسرى من جديد على الطاولة.
وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية في 20 يونيو/حزيران، بعد يومين من انتخاب رئيس المحكمة العليا السابق والمحافظ إبراهيم رئيسي رئيسًا للبلاد. وإدراكًا لخلفية رئيسي في القضاء وحاجته إلى تحقيق نصر سياسي، فإن فرص آل نمازي في التمتع أخيرًا بالحرية مرة أخرى يمكن أن تتصدر قريبًا جدول أعمال الحكومتين الإيرانية والأميركية في حوارهما غير المباشر.
ولتحقيق ذلك، قد يكون من الحكمة فصل قضية تبادل الأسرى عن المحادثات النووية. في الواقع، من المؤكد أن المبادلة الناجحة ستبني الثقة بين الجانبين.