عاد الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني (2013-2021) إلى الظهور على الساحة السياسية الإيرانية بعد فترة طويلة من نهاية ولايته في أغسطس/آب 2021. ورد روحاني في أواخر ديسمبر/كانون الأول بقوة على انتقادات المتشددين لأداء حكومته السياسي والاقتصادي. كما تحدث عن إخفاقات إدارة إبراهيم رئيسي المحافظة الحالية في ما يتعلق بالتعامل مع الاضطرابات التي أثارتها وفاة شابة في سبتمبر/أيلول 2022 في عهدة شرطة الأخلاق. وبالنسبة إلى المتشددين في المعسكر المحافظ، تشير مناورات روحاني إلى أن الرئيس السابق ربما يقوم بجس النبض، قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في فبراير/شباط 2024. كما زادت الحساسيات حدةً، بسبب التكهنات حول الإصلاحات الدستورية المحتملة في العام المقبل لإعادة منصب رئيس الوزراء الذي تم إلغاؤه سابقًا.

روحاني يكسر صمته

في اجتماع عقد في 26 ديسمبر/كانون الأول مع مجموعة من المحافظين السابقين، دافع روحاني عن الاتفاق النووي، المعروف رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة، الذي تمت الموافقة عليه في عام 2015. وشكل الاتفاق الذي وقعته إيران مع مجموعة الـ5 +1، أميركا وألمانيا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين، إنجازًا لسياسة حكومته الخارجية. لكن هذا الاتفاق انهار عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (2017-2021) من الاتفاقية بشكل أحادي في عام 2018، وأعاد فرض جميع العقوبات على إيران.

وفي إشارة إلى مساعيه لإحياء الاتفاق بعد رحيل ترامب، قال الرئيس السابق: "لولا وجود عقبات، لكنا انتهينا من العقوبات [في فبراير/شباط 2021]". وكان روحاني على الأرجح يشير إلى القانون الذي أقره في ديسمبر/كانون الأول 2020 البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون. وأتى هذا القانون كردة فعل على انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، وألزم الحكومة الإيرانية بزيادة مستوى تخصيب اليورانيوم، وهو ما...