تقف إيران عند منعطف حرج عشية الانتخابات الرئاسية المبكرة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى استبعاد معظم المرشحين المؤيدين للإصلاح من الانتخابات الوطنية منذ عام 2020، وكان النمط السائد في السنوات الأخيرة هو انخفاض إقبال الناخبين. ومن الممكن أن تمثل انتخابات 28 يونيو/حزيران نقطة تحول مهمة.

وبصرف النظر عن المؤشر الرئيس للمشاعر العامة، فإن نسبة المشاركة كانت تمثل منذ فترة طويلة مقياسًا لشرعية المؤسسة السياسية الحاكمة. وشهدت الانتخابات البرلمانية لعام 2020 إدلاء ما يزيد قليلًا عن 42 بالمئة من الناخبين المؤهلين بأصواتهم، وهو ما تحسن بشكل طفيف فقط إلى نحو 48.5 بالمئة في الانتخابات الرئاسية لعام 2021. وفي استطلاعات المجلس التشريعي ومجلس الخبراء هذا الربيع، انخفضت نسبة المشاركة مرة أخرى إلى نحو 40 بالمئة. ولم تجتذب جولة الإعادة البرلمانية في طهران سوى 8 بالمئة من الناخبين.

وتبدو هذه الأرقام ضئيلة بالمقارنة مع نسبة المشاركة العالية التي تجاوزت 73 بالمئة في الانتخابات الرئاسية عام 2017، والتي شهدت إعادة انتخاب المعتدل حسن روحاني، ونحو 61 بالمئة من الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات البرلمانية عام 2016. ويسلط هذا الانخفاض الحاد الضوء على خيبة الأمل العامة العميقة تجاه العملية السياسية، والتي تغذيها حملات القمع الوحشية على الاضطرابات التي أشعلها ارتفاع...