منذ الهجوم المروع الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجدت تل أبيب نفسها في حرب متعددة الجبهات لا يمكنها الفوز بها عسكريًا. فالتفوق العسكري الإسرائيلي فقدَ القدرة على توجيه ضربة استراتيجية ضد شبكة من الشبكات التي تديرها إيران. ويسلط هذا الأمر الضوء على أنه خلال ما يقارب العقد الذي أعقب احتجاجات الربيع العربي، أصبحت الجهات الفاعلة غير الحكومية المتشابكة هي المحرك الرئيس في المنطقة، متفوقة على التسلسل الهرمي للدول في مسائل تتعلق بصمودها.

وتجد إسرائيل نفسها الآن محاصرة من قبل أقوى شبكة في المنطقة: "محور المقاومة". ويضم الكيان المظلي الذي تقوده إيران جماعات مسلحة شيعية عراقية وحزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين والحكومة السورية وحركة أنصار الله اليمنية المعروفة باسم الحوثيين. هذه الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية أصبحت متجذرة بعمق في النسيجين الاجتماعي والسياسي للمنطقة...