منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تصاعدت التوترات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والإمارات العربية المتحدة. وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، انتقد الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الإمارات العربية المتحدة لتصرفها مثل "دولة المافيا" في خطاب ألقاه في أحد المقرات العسكرية. وبعد أقل من أسبوعين، أعلنت السلطات في الخرطوم أن 15 موظفًا من السفارة الإماراتية في السودان أشخاص غير مرغوب فيهم، وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

التكهنات حول دور الإمارات في السودان ليست جديدة. فالأخير يعيش في صراع داخلي دموي منذ أبريل/نيسان 2023، حيث وجدت القوات المسلحة السودانية نفسها في مواجهة مع قوات الدعم السريع، وهي كيان شبه عسكري بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي.

إحدى نقاط النزاع الرئيسية بالنسبة للقوات المسلحة السودانية هي الدعم المالي والسياسي والعسكري المستمر الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع المنافسة. وقد تم توثيق هذا الدعم بشكل واضح قبل بداية الأزمة الحالية، وكان عاملًا مهمًا في إنجازات حميدتي في ساحة المعركة. ويثير هذا السياق تساؤلات حول سبب تأخر قرار البرهان اتخاذ إجراء دبلوماسي ضد الإمارات حتى اليوم...