في الوقت الذي يظهر فيه بعض التداخل بين العوامل التي أفضت إلى تدهور العلاقات بين إيران ومصر من جهة وبين تركيا ومصر من جهة ثانية خلال السنوات الماضية، إلا أن كل حالة لها أسبابها الخاصة المعقدة. وفي الواقع وبعكس ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، فإن علاقات أنقرة بالقاهرة تواجه تعقيدات أكبر بكثير من تلك التي تواجهها نظيرتها طهران.

وأحد العوامل الواجب أخذها في الاعتبار هو احتمالية أن يسبب الإرث التاريخي لتركيا تقلبات في علاقات أنقرة بالقاهرة إذ أن التمعن قليلاً في هذا البعد يمكن أن يضع الكثير من النقاط على الحروف.

ماض مضطرب

انسحبت الجمهورية التركية الجديدة من الدول العربية، رافعة شعار "السلام الداخلي والعالمي" في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن، بيد أنها وبعد ثلاثة عقود قررت العودة إلى المنطقة من جديد بالتعاون مع الغرب. وعبرت مصر، التي كانت تسعى حينها لطرد آخر المستعمرين من...