يُعتبر السياسي السني محمد الحلبوسي من أمهر السياسيين المعاصرين في العراق، وإن كان مثيرًا للجدل. صحيح أنه واجه أوقاتًا عصيبة منذ إقالته من رئاسة مجلس النواب أواخر عام 2023 لكنه نجح رغم النكسات في الحفاظ على مكانته كشخصية سياسية بارزة، مستغلًا مناوراته الاستراتيجية البارعة وتحالفاته المُحكمة للحفاظ على نفوذه.
عندما ثارت الكتل السنية ضد طعن قانوني الشهر الماضي لعرقلة قانون العفو العام الذي ترعاه الأحزاب السنية، برز الحلبوسي مجددًا كشخصية حشدية مهيمنة. وقد استمرت هذه المكانة المركزية في المؤسسة السياسية السنية العراقية على الرغم من محاولات خصومه المتجددة لتهميشه، وربما ضمان إبعاده نهائيًا عن الساحة السياسية.
وأدى تحوّل ولاءات الحلبوسي بعد انجذابه نحو كل من إيران وتركيا في مراحل زمنية مختلفة إلى جعله أكثر عرضة للخطر في الأشهر الأخيرة وسط الديناميات الجيوسياسية المتغيرة بسرعة في المنطقة. ومن المرجح أن تُحدد كيفية مواجهة الزعيم السني لهذا المشهد المتطور ما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على دوره في السياسة العراقية. وإذا تراجعت سمعته كزعيم مرن، فإنه...
يساعدنا التسجيل على توفير تغطية متميزة لأهم القضايا في المنطقة.