الخبر: في ظل الإقصاء الجماعي للمرشحين المعتدلين والمؤيدين للإصلاح، دارت المعركة الانتخابية للبرلمان الجديد ومجلس الخبراء في إيران بين المحافظين والمتشددين. وفي هذه المنافسة، يبدو أن جيلًا أصغر سنًا من المتشددين قد نجح في ترجيح كفته في بعض الدوائر الانتخابية.
وفي الوقت نفسه، يصر أنصار المؤسسة السياسية على أن الدعوات للمقاطعة قد فشلت على الرغم من أن الأرقام تشير إلى انخفاض قياسي في إقبال الناخبين. ويقول منتقدو الإحصاءات الرسمية إن نسبة المشاركة الحقيقية كانت على الأرجح أقل من الأرقام المنخفضة التي أعلنتها السلطات. ويأتي ذلك وسط تكهنات حول الإدلاء بعدد غير مسبوق من الأصوات الباطلة.
التغطية: بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع في إيران عند منتصف ليل الأول من مارس/آذار، أفادت وسائل إعلام رسمية أن أكثر من 25 مليون شخص، أي 41 بالمئة من الناخبين، أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية.
وأشادت صحيفة كيهان اليومية المتشددة في 3 مارس/آذار بالانتخابات "العظيمة". وفي الوقت نفسه، ألقت باللوم في انخفاض نسبة المشاركة على الحكومة المعتدلة للرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021).
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، شارك منتقدو المؤسسة السياسية مقاطع من خطاب ألقاه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عام 2002، والذي سخر فيه من انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الغربية.
وقد أدلى كل من روحاني وسلفه المحافظ محمود أحمدي نجاد (2005-2013) بصوتيهما في انتخابات الأول من مارس/آذار. لكن يبدو أن الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005) لم يشارك وهو ما أثار استياء المتشددين.
وذكرت التقارير الأولية أن نسبة الإقبال في العاصمة الإيرانية طهران تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 24 بالمئة. ومع ذلك، ارتفع هذا الرقم بشكل مفاجئ إلى 34 بالمئة في 3 مارس/آذار.
ونظرًا للإقصاء الجماعي للمرشحين المعتدلين والمؤيدين للإصلاح، لم تدعم الجماعات الإصلاحية أي مرشح في الانتخابات. لكن ذلك لم يعالج التصدعات في المعسكر المحافظ. فقد شارك المتشددون المنقسمون بأربع قوائم منفصلة في طهران في الانتخابات البرلمانية.
وإحدى النتائج البارزة لانتخابات مجلس الخبراء هي فشل آية الله صادق آملي لاريجاني في الاحتفاظ بمقعده في المجلس. وشغل رئيس المحكمة العليا السابق (2009-2019)، لاريجاني، منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ العام 2018.
السياق/التحليل: دعا ناشطون داخل إيران وخارجها إلى مقاطعة الانتخابات قبيل إجرائها في الأول من مارس/آذار.
ويأتي هذا الإقبال المنخفض على الرغم من أن السلطات في إيران لم تفوت فرصة لتشجيع الجمهور على الإدلاء بأصواتهم.
هذا وكان مدح صحيفة كيهان لرئيسي واعتبارها روحاني سببًا للإقبال المنخفض أمرًا متوقعًا بالنسبة للمحافظين.
كما سلطت الانتخابات الضوء على السقوط السريع لعائلة لاريجاني، التي كانت ترأس ذات يوم فرعي السلطة التشريعية والقضائية في إيران.
المستقبل: يبدو أن المحافظين يستعدون لمواصلة هيمنتهم على البرلمان، مع تمثيل أكثر تشددًا في الدورة التشريعية المقبلة.
ومع بلوغ خامنئي عامه الخامس والثمانين الشهر المقبل، يبدو أن المحافظين قد عززوا سلطتهم مع اقتراب خلافة القيادة. أحد الأسئلة الرئيسة الآن هو من هو المرشح المتوقع أن يحل محل خامنئي.