30 يونيو 2023

"إعدام جواسيس تابعين للحرس الثوري الإيراني" يشير إلى تصاعد الحرب الاستخباراتية العابرة للحدود

إيران/أمن

الخبر: في إعلان فريد من نوعه، قالت الجماعة البلوشية السنية المسلحة التي تسمي نفسها جيش العدل، إنها أعدمت ثلاثة "جواسيس" على صلة مزعومة بفيلق الحرس الثوري الإيراني، ويأتي الإعدام وسط نذر حرب استخباراتية متصاعدة بين الجمهورية الإيرانية وخصومها بمن فيهم إسرائيل.

وكانت طهران قد اتهمت أجهزة استخبارات خارجية بدعم الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد وفاة شابة كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول 2022. وفي هذا السياق، دعا آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران إلى "مزيد من التعاون" بين الأجهزة الأمنية المحلية المتنازعة لمواجهة التهديدات.

التغطية: أعلن جيش العدل في 26يونيو/حزيران إعدام مواطن أفغاني وآخر باكستاني على صلة مزعومة بالحرس الثوري، بينما لم تتضح جنسية الشخص الثالث.

  • ادعت الجماعة المسلحة تورط هؤلاء "الجواسيس" في جمع معلومات استخباراتية والتآمر لاغتيال قادتها، كما لم تفصح عن هوياتهم المزعومة.

  • ويقال إن إعلان جيش العدل كان مرفقًا بشريط فيديو مدته 18 دقيقة للأسرى الثلاثة يتضمن "اعترافهم" المزعوم بالتجسس.


قبل أيام فقط، حث خامنئي كبرى أجهزة الاستخبارات الإيرانية على العمل سوية لمواجهة ما أسماها "مكائد الأعداء".

  • في رسالة مكتوبة قُرأت في مؤتمر استخباراتي عقد في 22 يونيو/حزيران، أشار خامنئي إلى حالة الأجهزة الأمنية على أنها "إحدى القضايا المهمة في البلاد".

  • وقال خامنئي إن "غياب التفاهم المتبادل" بين أجهزة الاستخبارات الإيرانية "هو أحد أسباب ضعفها".

  • وحضر المؤتمر مسؤولو وزارة الاستخبارات ومنظمة الاستخبارات الموازية التابعة للحرس الثوري الإيراني. وبينما تأتمر الوزارة بأمر الرئيس، فإن الأخيرة تأخذ أوامرها من خامنئي. وغالبًا ما يُنظر إلى الكيانين على أنهما متنافسان.

جاءت دعوة خامنئي لاتخاذ إجراءات لمعالجة أوجه القصور المحلية بعد اعتراف علني من السلطات الإيرانية بمدى اختراق أجهزة الأمن الأجنبية للأجهزة المحلية. عممت وزارة الاستخبارات في 13 يونيو/حزيران رسالة نصية تحذر الإيرانيين من محاولات التجنيد المحتملة من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد.

  • شددت الرسالة النصية على استغلال الموساد المزعوم لجهل الناس بكيفية عمل أجهزة الاستخبارات والتجسس. ووصفت تلك الاستراتيجية بأنها تكتيك مهم ينتهجه الموساد لتنفيذ "عمليات إرهابية وإجرامية" في إيران.

  • وجاء في الرسالة أيضًا:" إذا طلب أحدهم منك شراء مركبة وتركها في مكان معين مقابل تلقي دفعات نقدية، اعتبر أنه قد يتم استغلالك في عمل إرهابي لصالح الموساد".

  • الجدير بالذكر أن الوزارة كانت قد أرسلت الرسالة ذاتها في 22 فبرايرا/شباط الماضي، مما يشير إلى احتمال وجود معلومات حول استمرار الجهود من قبل أجهزة التجسس الخارجية.

في ظل هذه الخلفية، تناقل الإعلام الإسرائيلي في 29 يونيو/حزيران مخططًا لهيكل القيادة المزعوم في منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي قيل إنه مسؤول عن محاولة اغتيال تم إحباطها في قبرص.

  • ويقال إن الموساد اختطف "رئيس خلية إرهابية خططت لمهاجمة إسرائيليين في قبرص" من داخل إيران واجبره على الاعتراف بالعملية.

  • كما تم تداول مقطع فيديو تضمن اعتراف رئيس الخلية المزعوم مرفقًا برسالة من "مسؤول كبير في الموساد" لم يذكر اسمه. وتقول الرسالة: "سنصل إلى كل من يثير الإرهاب ضد اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك على الأراضي الإيرانية".


السياق/التحليل: يتفرع جيش العدل من جماعة جند الله السلفية المسلحة حيث ظهر للمرة الأولى في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية. كما يعتقد أن جيش العدل ينشط عبر الحدود داخل باكستان.

  • تأسست جماعة جند الله عام 2003 ونفذت عمليات داخل إيران حتى عام 2010 عندما أُفيد باعتقال زعيمها عبد المالك ريغي الذي أُعدم لاحقًا.

  • في 2011، انضم بعض عناصر الجماعة إلى الانفصاليين البلوش في أفغانستان، بينما شكل آخرون جيش العدل.

  • استهدف جيش العدل بقيادة صلاح الدين فاروقي العسكريين والمدنيين الإيرانيين على غرار أنشطة جند الله.

إذا ما ثبتت صحة إعلان جيش العدل، فإن ذلك قد يشير إلى تنامي العمليات الاستخباراتية الإيرانية العابرة للحدود. وإن اغتيال كبار قادة الجماعة خارج الأراضي الإيرانية قد يعني جاهزية الجمهورية الإسلامية لتصعيد أعمالها ضد التهديدات المتصورة.

في ظل هذه الخلفية، اتهم محمد كاظمي رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري في 19 يونيو/حزيران وكالات استخبارات من 20 دولة بدعم ما وصفها ب "أعمال الشغب" الأخيرة ضد المؤسسة.

  • وجه كاظمي الاتهام لكل من أستراليا وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين وألبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والنرويج والنمسا وآيسلندا وإيطاليا وبلجيكا وكندا وكوسوفو ونيوزيلندا.

  • وزعم رئيس المخابرات الإيرانية أن أجهزة الأمن من الدول المدرجة في القائمة متورطة في جمع المعلومات وتمويل الإضرابات والاحتجاجات والتخطيط للاغتيالات.

في نفس يوم تصريحات كاظمي، اعتقلت منظمة المخابرات التابعة للحرس الثوري أربعة "رعايا أجانب" على صلة بمؤامرة تفجير مزعومة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية اكتشاف عبوة ناسفة تزن 3 كجم (6.6 رطل) بالقرب من محطة كهربائية فرعية في محافظة البرز.

  • وقال المتحدث باسم الفرع المحلي للحرس الثوري أنه تم تفكيك العبوة الناسفة بنجاح.

  • وتجدر الإشارة أنه لم يتم الإفصاح عن جنسيات الرعايا الأجانب المعتقلين. 

المستقبل: إن الحرب الاستخباراتية بين الجمهورية الإسلامية وخصومها تسير على قدم وساق مع توقع مزيد من التصعيد مستقبلًا.

  • يبدو أن إسرائيل مستاءة من احتمال وجود تفاهم محتمل بين إيران والولايات المتحدة موجه لتهدئة التوترات. وبالتالي قد تستمر في محاولة أخذ الأمور بيديها من خلال استهداف البرامج العسكرية والنووية الإيرانية في عمليات سرية.

  • لا تزال المؤسسة السياسية الإيرانية تعاني من تداعيات الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022. ومع ورود تقارير منتظمة عن "تورط أجنبي" في الاضطرابات، من المرجح أن تظل قوات الأمن والاستخبارات في حالة تأهب قصوى.
فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
Englishإنجليزي
Englishإنجليزي
فارسیفارسي
فارسیفارسي