الخبر: في إعلان فريد من نوعه، قالت الجماعة البلوشية السنية المسلحة التي تسمي نفسها جيش العدل، إنها أعدمت ثلاثة "جواسيس" على صلة مزعومة بفيلق الحرس الثوري الإيراني، ويأتي الإعدام وسط نذر حرب استخباراتية متصاعدة بين الجمهورية الإيرانية وخصومها بمن فيهم إسرائيل.
وكانت طهران قد اتهمت أجهزة استخبارات خارجية بدعم الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد وفاة شابة كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول 2022. وفي هذا السياق، دعا آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران إلى "مزيد من التعاون" بين الأجهزة الأمنية المحلية المتنازعة لمواجهة التهديدات.
التغطية: أعلن جيش العدل في 26يونيو/حزيران إعدام مواطن أفغاني وآخر باكستاني على صلة مزعومة بالحرس الثوري، بينما لم تتضح جنسية الشخص الثالث.
قبل أيام فقط، حث خامنئي كبرى أجهزة الاستخبارات الإيرانية على العمل سوية لمواجهة ما أسماها "مكائد الأعداء".
جاءت دعوة خامنئي لاتخاذ إجراءات لمعالجة أوجه القصور المحلية بعد اعتراف علني من السلطات الإيرانية بمدى اختراق أجهزة الأمن الأجنبية للأجهزة المحلية. عممت وزارة الاستخبارات في 13 يونيو/حزيران رسالة نصية تحذر الإيرانيين من محاولات التجنيد المحتملة من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد.
في ظل هذه الخلفية، تناقل الإعلام الإسرائيلي في 29 يونيو/حزيران مخططًا لهيكل القيادة المزعوم في منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي قيل إنه مسؤول عن محاولة اغتيال تم إحباطها في قبرص.
السياق/التحليل: يتفرع جيش العدل من جماعة جند الله السلفية المسلحة حيث ظهر للمرة الأولى في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية. كما يعتقد أن جيش العدل ينشط عبر الحدود داخل باكستان.
إذا ما ثبتت صحة إعلان جيش العدل، فإن ذلك قد يشير إلى تنامي العمليات الاستخباراتية الإيرانية العابرة للحدود. وإن اغتيال كبار قادة الجماعة خارج الأراضي الإيرانية قد يعني جاهزية الجمهورية الإسلامية لتصعيد أعمالها ضد التهديدات المتصورة.
في ظل هذه الخلفية، اتهم محمد كاظمي رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري في 19 يونيو/حزيران وكالات استخبارات من 20 دولة بدعم ما وصفها ب "أعمال الشغب" الأخيرة ضد المؤسسة.
في نفس يوم تصريحات كاظمي، اعتقلت منظمة المخابرات التابعة للحرس الثوري أربعة "رعايا أجانب" على صلة بمؤامرة تفجير مزعومة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية اكتشاف عبوة ناسفة تزن 3 كجم (6.6 رطل) بالقرب من محطة كهربائية فرعية في محافظة البرز.
المستقبل: إن الحرب الاستخباراتية بين الجمهورية الإسلامية وخصومها تسير على قدم وساق مع توقع مزيد من التصعيد مستقبلًا.