14 فبراير 2022

التطبيع القطري الإماراتي إلى الواجهة بعد لقاء أمير قطر بولي عهد أبو ظبي

شبه الجزيرة/دبلوماسية

الخبر: لأول مرة منذ رأب الصدع الخليجي العربي العام الماضي، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وعُقد الاجتماع بين الزعيمين الخليجيين في بكين على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

التغطية: أفادت وكالة الأنباء القطرية أن أمير البلاد التقى عددًا من المسؤولين بالدولة خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العاصمة الصينية.

  • سلط الموجز الإخباري لوكالة الأنباء القطرية الضوء على لقاء جمع بين محمد بن زايد وأمير قطر. في المقابل، لم تذكر وكالة أنباء الإمارات الرسمية صراحة أي خبر عن اللقاء.

  • ومع ذلك، قامت شبكة أخبار الإمارات، المرخصة رسميًا من قبل المجلس الوطني للإعلام الإماراتي، بنشر مقطع فيديو للاجتماع الذي عُقد في بكين من خلال تغريدة.

  • أشار إبراهيم شكر الله من وكالة أنباء الإمارات أن محمد بن زايد وأمير قطر قد تم تصويرهما معًا لآخر مرة في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عُقدت في العام 2017 في الرياض. وبعد أسابيع فقط من القمة، فرضت الرباعية العربية (البحرين ومصر والسعودية والإمارات) حصارًا على قطر استمر حتى يناير/كانون الثاني 2021.

قدمت قناة الراي التي تتخذ من الكويت مقرًا لها سياقًا إضافيًا للاجتماعات التي استضافها الرئيس الصيني شي جين بينغ بين قادة العالم في بكين.

  • أشارت الراي إلى أن أمير قطر أجرى أيضًا محادثات ثنائية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتم تسليط الضوء على هذا الجانب من قبل العربي الجديد المرتبطة بقطر.

  • أجرى كل من الأمير ومحمد بن زايد محادثات منفصلة مع شي جين بينغ الذي أعرب عن استعداد الصين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي.

السياق/التحليل: أكد الاجتماع بين محمد بن زايد وأمير قطر على إعادة تقويم أكبر للعلاقات الإقليمية بين الطرفين. وهذا الاجتماع هو الأول لهما منذ المصالحة الخليجية العربية في يناير/كانون الثاني 2021.

  • أنهت قمة العلا التي عُقدت في يناير/كانون الثاني 2021 الخلاف بين الرباعية العربية وقطر. ومع ذلك، بقيت البحرين والإمارات العربية المتحدة مترددتين في عقد مصالحة كاملة مع الدوحة. وبحسب ما أفيد، لم تستعد الإمارات العلاقات الدبلوماسية مع قطر بشكل كامل. كذلك، واصلت البحرين توجيه الاتهامات للدوحة بشأن المجال الجوي المشترك والحدود البحرية.

  • لكن ذلك لم يحل دون عقد لقاءات بين الأطراف على أعلى المستويات. ففي سبتمبر/أيلول 2021، أفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود استضاف أمير قطر ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في نيوم. ووصف عدد من المراقبين الاجتماع المفاجئ بأنه دليل على الدفء في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي الثلاث على الرغم من التوترات السابقة.

  • كجزء من إعادة تقويم العلاقات الإقليمية على نطاق أوسع، أرسلت الإمارات العربية المتحدة في الأشهر الأخيرة وفودًا رفيعة المستوى إلى تركيا وإيران، برئاسة محمد بن زايد وطحنون بن زايد على التوالي. وفسر بعض المحللين نهج أبوظبي الأكثر تصالحية تجاه أنقرة وطهران على أنه جزء من جهود التكيف مع التغيرات في المشهد الأمني ​​الإقليمي وسط تصورات بانسحاب أميركي من المشهد.

  • وتجدر الإشارة إلى أن مصر أبدت أيضًا استعدادها للمصالحة مع قطر بعد إنهاء حصار الرباعية العربية. وشاب العلاقة بين الدولتين في الماضي خلافات حول تغطية شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية للسياسة المصرية.

وفي حين تتطلع قطر والإمارات العربية المتحدة إلى فرص للتعاون في ما بينهما، لا يزال البلدان يختلفان حول قضايا السياسة الخارجية المهمة.

  • لا يزال تطبيع العلاقات بين البحرين والإمارات العربية المتحدة من جهة وإسرائيل من جهة ثانية في العام 2020 يمثل نقطة خلاف رئيسية. فعلى الرغم من أن قطر وإسرائيل تشتركان في علاقة عمل من خلال إيصال المساعدات القطرية إلى الفلسطينيين، أعادت الدوحة تأكيد رفضها لتطبيع العلاقات مع تل أبيب في غياب حل الدولتين.

  • أكدت قطر أيضًا أنها لن تطبع العلاقات مع سوريا، على الرغم من الحملة الإماراتية للضغط من أجل التواصل العربي مع الحكومة السورية.

  • في حين أن قطر والإمارات العربية المتحدة قد لا تتفقان على كل قضية تتعلق بالسياسة الخارجية، فإن التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي يبقى معيارًا مهمًا. في هذا السياق، أعربت قطر بشكل خاص عن دعمها القوي للإمارات خلال الهجمات الأخيرة التي نفذتها حركة أنصار الله اليمنية، المعروفة باسم الحوثيين على أبو ظبي.

في نهاية المطاف، يمكن أن يشير الاجتماع بين القادة الإماراتيين والقطريين إلى الشروع في مزيد من الخطوات نحو التطبيع بين الدوحة وأبو ظبي. ويدعم هذا التوجه بشكل خاص ما تفرضه القضايا الاقتصادية والأمنية من تعاون أكبر بين الجيران. في الواقع، تم تسليط الضوء على التوجه بشكل أكبر من خلال تصورات انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.

المستقبل: يمكن أن يدعم اجتماع بن محمد بن زايد وأمير قطر المزيد من المشاركة الثنائية بهدف توسيع التعاون.

  • قد توفر علاقة قطر الأفضل حاليًا مع واشنطن حافزًا إضافيًا لأبو ظبي للتصالح الكامل مع الدوحة. ونظرًا إلى أن كلا الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي تسعيان للحصول على طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-35 من الولايات المتحدة، فإن إنشاء جبهة موحدة يمكن أن يأتي بالمنفعة للطرفين.

من المرجح أن يؤدي تحسن العلاقات الإماراتية مع إيران وتركيا إلى تعريض قطر لضغوط أقل بشأن تحالفها مع أنقرة وعلاقات العمل الجيدة مع طهران. وهذا بدوره يمكن أن يفتح الطريق لمزيد من المرونة القطرية في السعي إلى تحقيق هدف قطر الواضح المتمثل في تسهيل الحوار بين إيران والولايات.

فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
فريق امواج.ميديا
Englishإنجليزي
Englishإنجليزي
فارسیفارسي
فارسیفارسي