20 أكتوبر 2022

قلق أممي من الطائرات الإيرانية المسيرة وسط تواجد مزعوم للحرس الثوري في أوكرانيا

إيران/أمن

الخبر: أشاد المرشد الأعلى لإيران بقدرة البلاد على إنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ وسط تقارير متزايدة عن استخدام روسيا للطائرات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا. وفي حين تقول طهران إنه لم يتم بيع أسلحة لاستخدامها في الصراع الروسي الأوكراني، تشير التقارير بشكل متزايد إلى وجود مدربين إيرانيين يوجهون القوات الروسية.

وتأتي تصريحات آية الله علي خامنئي في الوقت الذي تضغط فيه أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفاؤها من أجل إدراج عمليات نقل الأسلحة من الجمهورية الإسلامية إلى روسيا على أنها انتهاك لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، الذي يؤيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وإذا أعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي على إيران، قد يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد مع الغرب.

التغطية: تفاخر خامنئي يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول بقدرات الطائرات المسيرة الإيرانية في خطاب ألقاه في طهران.

  • صرح خامنئي: "قبل بضع سنوات، عندما تم نشر صور لصواريخنا المتطورة وطائراتنا المسيرة، قال البعض إنها عُدّلت بطريقة الفوتوشوب. لكنهم الآن يقولون إن الطائرات الإيرانية المسيرة خطيرة للغاية فلماذا تبيعونها لهذه الجهة وتلك؟" وأضاف: "هناك من لا زال يشكك في قدراتنا ويريدون منا التخلي عن هذه القدرات، مثل التكنولوجيا النووية التي لدينا".

  • من الجدير بالذكر أن خامنئي لم يشر إلى التقارير المتصاعدة عن استخدام روسيا للطائرات المسيرة لمهاجمة أهداف في أوكرانيا.

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 19 أكتوبر/تشرين الأول اجتماعًا مغلقًا حول ما تردد عن نقل إيران طائرات مسيرة إلى روسيا. وجاءت الجلسة بعد مزاعم أوروبية وأميركية بأن عمليات النقل هذه تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

  • عقب اجتماع 19 أكتوبر/تشرين الأول، قالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن واشنطن ستنضم إلى لندن وباريس "في الدعوة إلى جلسة إحاطة للخبراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأدلة الأخيرة على أن روسيا اشترت بطريقة غير مشروعة طائرات إيرانية مسيرة استُخدمت في الحرب على أوكرانيا".

  • أضافت البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة: "نتوقع أن تكون هذه أول محادثات من بين أخرى كثيرة ستُجرى في الأمم المتحدة حول كيفية تحميل إيران وروسيا المسؤولية عن عدم امتثالهما للالتزامات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي".

وبالنظر إلى أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 يؤيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، هناك تكهنات بأن ما يسمى بآلية سناب باك أو كبح الزناد قد يتم تفعيلها من قبل الموقعين الأوروبيين.

  • إذا تم تفعيل آلية سناب باك، سيؤدي ذلك إلى عودة عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران التي تم رفعها بموجب شروط خطة العمل الشاملة المشتركة، المسمى الرسمي للاتفاق النووي.

وخارج الأمم المتحدة، أدت عمليات تسليم الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا إلى زيادة التوترات.

  • الشهر الماضي، خفضت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وهي تفكر في قطع العلاقات بشكل كامل. علاوة على ذلك، أعلن الناتو عن زيادة في تسليم أنظمة الدفاع الجوي لغرض محدد هو ردع تهديد الطائرات المسيرة.

  • فرض الاتحاد الأوروبي في 20 أكتوبر/تشرين الأول عقوبات على إيران بسبب مزاعم ببيع طائرات مسيرة لروسيا بعد أيام فقط من فرض عقوبات على كيانات وأفراد إيرانيين بسبب قمع طهران للاحتجاجات. وردًا على ذلك، أعلنت إيران في 19 أكتوبر/تشرين الأول فرض عقوبات على كيانات وأفراد في بريطانيا بتهمة القيام "بأعمال متعمدة لدعم الإرهاب... والعنف والكراهية".

وحافظت كل من إيران وروسيا على الغموض في ملف مبيعات الطائرات المسيرة المبلغ عنها.

  • انتقلت وزارة الخارجية الإيرانية من الادعاء في 12 يوليو/تموز بأن تعاونها العسكري مع روسيا يسبق الحرب في أوكرانيا، إلى القول في 18 أكتوبر/تشرين الأول إنها لن تبيع طائرات مسيرة لروسيا "لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا".

  • اتبعت روسيا نهجًا مماثلًا في خطابها، حيث قال وفدها إلى مفاوضات الأمن العسكري التي عُقدت في فيينا إن تحقيق الاتحاد الأوروبي في شحنات الطائرات الإيرانية المسيرة إلى روسيا سيكون بلا جدوى. ونفى الكرملين في 18 أكتوبر/تشرين الأول استخدام طائرات مسيرة تم شراؤها من طهران في نزاع أوكرانيا.

السياق/التحليل: بالإضافة إلى مزاعم استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع في أوكرانيا، هناك أيضًا تقارير متزايدة تفيد بأن مدربي الطائرات المسيرة الإيرانية يدربون الروس على استخدامها.

  • ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 18 أكتوبر/تشرين الأول أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني أرسل مدربين إلى الأراضي الأوكرانية المحتلة لمساعدة الروس في تشغيل الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.

  • في 17 أكتوبر/تشرين الأول، ادعى مركز المقاومة الوطنية الأوكراني الذي تديره الحكومة أن مدربين عسكريين إيرانيين شوهدوا في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا.

  • في 12 أكتوبر/تشرين الأول، ظهرت تقارير تفيد بوجود مدربين إيرانيين في شبه جزيرة القرم وخيرسون لمساعدة الروس في تشغيل الذخائر المتسكعة شاهد-136 إيرانية الصنع.

  • في 26 سبتمبر/أيلول، ادعى صحفي أوكراني أن "20 مدربًا من الشرق الأوسط" قتلوا في غارة أوكرانية على قاعدة عسكرية روسية بالقرب من سكادوفسك المحتلة.

على الرغم من نفي إيران رسميًا أنها باعت أسلحة لروسيا، تفاخرت وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة والمسؤولون في إيران بالتعاون العسكري مع موسكو.

يشير ادعاء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إلى أن مبيعات الطائرات المسيرة الإيرانية المزعومة إلى روسيا تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي لم يتم رفعه بعد بموجب نص عام 2015 والمتعلق بحظر صادرات هذه الأسلحة.

  • نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 على رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو ما اعترضت عليه إدارة دونالد ترامب السابقة (2017-2021) من دون جدوى.

  • ومع ذلك، فإن رفع حظر الأسلحة عن إيران استثنى الصواريخ البالستية وفئات معينة من الطائرات المسيرة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويبدو أن لدى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اعتقاد أن إيران تنتهك هذا البند من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

المستقبل: بالنظر إلى سعي الجمهورية الإسلامية المتزايد لتطبيق مقاربة "التطلع إلى الشرق"، يبدو من غير المرجح أن تعكس إيران مسار التعاون العسكري مع روسيا. من ناحية أخرى، من غير المرجح أن تستخف أوروبا والولايات المتحدة بأي دعم عسكري لموسكو، نظرًا إلى تركيزهما على حرب أوكرانيا.

  • من المرجح أن يؤدي التنشيط الأوروبي لآلية سناب باك الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى النهاية الرسمية للاتفاق النووي لعام 2015، علمًا أن هذا التدبير غير محتمل على الأقل في المستقبل القريب.

  • حذرت إيران في الماضي من أن عودة عقوبات مجلس الأمن الدولي عليها قد تؤدي إلى خروجها ليس فقط من الاتفاق النووي، لكن أيضًا من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

  • مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة، قد تؤجل إيران والغرب اتخاذ تدابير تصعيدية كبيرة حيث من المتوقع أن تستأنف المحادثات الدبلوماسية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
    فريق امواج.ميديا
    فريق امواج.ميديا
    فريق امواج.ميديا
    Englishإنجليزي
    Englishإنجليزي
    فارسیفارسي
    فارسیفارسي